فى جنة الفردوس .... نعم الملتقى
و أقاموا من أجل العزاء سرادقـا .... يا من رحلت عن العيون مفارقا
و لقد حسبتك سوف تمضى بــــــرهة .... و بكيت أرجوك البقاء معانـقا
و ظننت وهما أن دمعى نافـــــــع .... و وجدت نفسى فى دموعى غــارقا
و نظرت حولى كى أراك مجـــــــددا .... فوجدت ما لم كنت أرجو سابــقا
عيناك زاغت لم يكن إبصــــــارها .... إلا كمن للروح صار ملاحـــــقا
و كلامك المعسول صمتا قد بـــــدا .... و نسيت حرفا كنت يوما ناطـقا
ونطقت أشهد كان دمعك حرفـــــها .... ماكان ما بالدمع إلا صادقـــا
و تركت عيشا لم تذق من رغـــــده .... إلا بألوان الهموم ملاعــــــقا
و تسابقت كل الكفوف برزقـــــها .... ما صار رزقك مغربا أو مشـرقا
و الرزق إن كانت لعمـــــرك لحظة .... فالله أولى .. كان قبلا رازقـــا
و امتد جسدك تحت ماء فى يــــــدى .... قد صرتُ فى ماء لغسلك غـــارقا
و بكل أكفان المحبة قد أتـــــــى .... من كنت فى مهد الحياة مصــادقا
و استودعتك العين عند مليــــكها .... و بساقك الملفوف كنت مفــارقا
و بعثت للأحباب قبـــلة راحــــل .... و ركبت فى نعش و كنت مسابــقا
و وجدت فى دار البقاء منـــــازلا .... و تركت فى دار الفناء ملاحــقا
و وجدت أهلا قد تهيأ أمرهـــــــم .... فاستقبلوك و كنت أنت معانـقا
و تركتنا كى مايحين رحيلـــــــنا .... و لقد سبقت وسوف نأتى لاحــقا
و نزلت أحلل عن رفاتك عقـــــدة .... ونثرت من بعض التراب مُصَدِّقـــا
و تلوت قولا قد قصدت بقولــــــه .... تأكيد خلق الله منها سابــــقا
و بأنه فيها يعيد رفاتـــــــنا .... و لتارة أخرى سنخرج لاحــــقا
و خرجت أدعوا فى بكائى راجــــيا .... يارب فارزقه جليسا مشــــرقا
و افسح له قبرا و مد حــــــدوده .... يا رب لا تجعله قبرا ضيــــــقا
وامدد له فى القبر مدا ما تــــرى .... ليكون للأبصار مدا ساحـــــقا
واجعل له قبرا يزيد ضيـــــــاؤه .... و اجنبه بالقبر العذاب مطارقا
و اكتب له يوم القيامة محشــــرا .... فى زمرة الأبرار وعدا صـــادقا
و على صراطك إن أتى لمسيــــــرةٍ .... فا جعله يا رب العباد موفـقا
و إلى الجنان يساق ثم خلـــــــوده .... و اجنبه نارا كنت منها عاتقا
يا رب قد أحسنت فينا ما مضــــى .... يا رب فاحسن فيه عندك ما بقى
فلقد أحب الخير طيلة عمــــــــره .... هل عاشق للخير عندك قـــد شقى
يا رب إن كان الميزان حسابــــنا .... فادخل محمدا الجنان تصدقـــــا
و اجنبه نارا إذ يكون رحيقـــها .... من غير تعريض لهيـــــبا حارقا
يا رب و اكتب لابن أمى رحمــــــة .... و اجعله عندك للرسول مرافـقا
و اكتب لنا يوم القيام سعـــادة .... فى جنة الفردوس نعم الملتـــقى
ناصر العوضى
12/05/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق